الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الطّاهر بن لخضر الغريبي: من الأوائل الذين خرجوا رافعين السلاح في وجه المستعمر في "حركة الفلاقة"

نشر في  11 جوان 2018  (22:21)

بقلم الأستاذ عميره عليّه الصغيّر من كتابه " في التحرّر الإجتماعي و الوطني"

الطّاهر بن لخضر الغريبي 
هم يحيون ذكرى البانديّة و نحن نحيي ذكرى رجال تونس و نسائها

القائد الطّاهر بن لخضر الغريبي كان من الوطنيين المقاومين ومن الأوائل الذين خرجوا رافعين السلاح في وجه المستعمر في خمسينات القرن الماضي في حركة ما يعرف بـ"حركة الفلاقة" و كان من أكثر المقاومين في علاقة سلاح مع المجاهدين الجزائريّين في الجنوب الغربي لتونس وبالتّحديد جهة المناجم والجريد.

الطاهر بن لخضر الغريبي هو أصيل قبيلة غريب في الجنوب ومن مواليد نفطة. انخرط في الحزب الدستوري شابّا وكان من الأوائل الذين خرجوا للمقاومة المسلّحة وجنّدوا لها في سنة 1953 وقاد فرقة مقاومة نشطت بصورة خاصة بجبال الرديف وأم العرائس والدقاش وتمغزة.

بعد اجبار المقاومين على تسليم سلاحهم في مرة اولى في ديسمبر 1954 لأن فرنسا اشترطت ان لا تفاوض حول الإستقلال الداخلي الا بوضع سلاح"الفلاقة"، عاود الطّاهر لخضر رفع السّلاح على كامل الجنوب الغربي تقريبا في ما سماه المقاومون آنذاك بـ"الثورة الثانية" مع عديد القادة منهم عبد الله بن الشيخ عمّار البوعمراني وعمّار بني (الهمّامي) وعلي درغل ( من أولاد نصر) والعربي الصّامت ومحمود بن حسونة الزيدي وحسين بن عبد الحفيظ الحاجي( من أولاد عزيز) وخاضوا مع رفاقهم من المقاومين الجزائريين معارك كبيرة مع الجيش الفرنسي وحلفائه من التّونسيّين منها معركة جبل البليجي (21/1/1956)، معركة جبل طرّيش (14/3/1956)، معركة جبل المرّة (31/3/1956)، معركة جبل الزيتونة (14/4/1956) معركة جبال شط الفجيج (10/5/1956) معركة جبال شط الجريد (18/5/1956) ...

ويبدو أنّ صالح بن يوسف القائد السياسي لهذه "الثورة الثانية" و بعد انسحاب الطّاهر الأسود في جويلية 1956 قد عيّن في قيادة "جيش التحرير" العجمي المدوّر ثم الطّاهر الغريبي الذي لم يسلّم سلاحه وواصل المقاومة حتى جوان 1957 وعند القبض على رفيقه الجزائري القائد الطالب العربي في 19 جوان 1957 بجبال مطماطة تمكّن الطّاهر بن لخضر الغريبي من اللّجوء إلى ليبيا ومنها للجزائر أين واصل المقاومة مع رفاقه في جيش التحرير الجزائري. أصدرت "محكمة القضاء العليا" في حقّه في أكتوبر 1959 غيابيّا حكما بالإعدام مع 15 من رفاق السّلاح و لم يعد الى تونس الا سنة 1988 وبعد ازاحة بورقيبة عن الحكم.